Saturday, November 15, 2014

صفحة جديدة من المعاناة ..


انتظارٌ وتشوقٌ لسماعِ صوتِهِ الحنونِ وبهجتِهِ المعتادةِ وتفاؤلِهِ وصبرِهِ الذي يُعطينا شحنةً وقوةً ويربطُ على قلوبِنا ويلملمُ شتاتٓنا وضمدُ جراحٓنا ..
دامٓ الانتظارُ تسعٓ ساعاتٍ ..
هي أثقلُ منٓ الصخرِ..
وفي تمامِ الساعةِ الرابعةِ وخمسٍ وعشرينٓ دقيقةً فجراً دقّٓ الهاتفُ جرسٓهُ الأولٓ فاشرأبّٓتِ الأعناقُ وازدادٓ خفقانُ القلبِ وتٓحشرجتِ النفسُ واغرورقتِ الدموعُ في مآقيها شوقاً وتلهفاً لصوتِه الشجي وكلُّنا أملٌ أنْ يحملٓ نبأً وبشرى يزُفُها لنا .. لعلّٓ وعسى...!
كانت جدتي لها سبقُ المكالمةِ واستفتٓحٓتْها والسعادة تعلو محياها .. فما لبثتْ ان بدأت دموعها تدور في احداقِها فغلبٓ شوقُها وحُزْنُها تجلدٓها و قوتٓها .. 
تسألُ عن حالِهِ بكلّٓ شفقةٍ ووجلٍ لعلها تستشفُ حالُهُ ..
وبعدٓها كلٌ أخذٓ دوره يٓشِح ُّبكل ثانيةٍ من ثواني نصيبِهِ .. 
لا نٓدري أنسألُ عن حالِهِ أم نُخبِرُهُ عن حالِنا ..
دقائقُ سريعةٌ لم تشفِ صدورنا تضمدُ جراحٓنا ..
انقطعٓ الإتصالُ .. 
واسقط في أيدينا والتهبتْ قلوبُنا ألماً وحسرةً وانكسارا ..
تنكستْ حالةُ سُرورِنا وسعادتِنا بسماعِ صوته إلى حزنٍ وألمٍ عٓميقين ..
وأيقنآّ أنّٓ حالٓ والدي يتدهورُ وأصبحٓ يشكلُ أكثرٓ خطورةً مما جعلٓنا نعيشُ قلقاً وتوتراً لا نهايةٓ لهما .. 
لم يمرّٓ علينا أثقلُ ولا أصعبُ ولا أعكرُ من هذا اليومِ في حياتِنا..
فأبي لم يٓعُدْ كما عٓهدناهُ من قبلُ .. 
شٓعرنا بانكسارٍ في صوتِه وحزنٍ وألمٍ .. 
وكأنّٓ لسانٓ حالِه يقول : "متى نصرُ اللِه .."

-نورة حميدان التركي 


Friday, November 14, 2014

إحياء ضمير ..

أتذكر رفيقك ؟ 
ذاك الذي عشت معه سويا ..
ذاك الذي كان يشاركك في أفراحك وأحزانك..
ذاك الذي يحبك بصدق ووفاء.. 
هل تذكرته؟ 
أنهُ حميدان التركي
أتذكره؟
هو الذي عندما رُميت أنت بتهمه أو ضغط أو خوف.. 
قمت بالإشارة عليه ..
سمحت لنفسك أن تمسك بيده وترميه في زنزانة .. 
زنزانة مظلمة .. مخيفة .. باردة.. 
وأدرت ظهرك سائراً لتعيش حياة هانئه .. 
وتركته يعاني في سجنه وكأنه لم يكن يوم رفيق..
لا صداقة أوقفتك ولا وفاء هز ضميرك..
فهل نسيت أن له أطفال؟  
وهل نسيت حجم تعلقهم بوالدهم..
أم انك لم تلقي لذلك بال..
تركي، لمى، نورة، أروى، ربى .. 
هؤلاء الذين كنت بالأمس تداعبهم واليوم قد جرحتهم..
سمحت لضميرك أن تنزع حبهم من بين أيديهم ..
أن تيتمهم..
أن يبكوا حرقة لفراق قرة أعينهم .. 
أتعلم حالهم اليوم ؟
لم يعدوا أطفالاً .. 
كبروا وكبر جرحهم .. 
ومن تلك المحنة غدوا كباراً ..
أتظن أنهم نسوك؟
بل ما زالت ذكرياتك مع والدهم في أذهانهم ..
وما زالوا يحاولون ويفهمون سبب خيانتك له ولهم..
فتلك القلوب المتفطرة التي رغم جرحها ورغم حزنها ما زالت تحسن بك ظن.. 
ويقولون لك: قد تكون أجرمت في حق والدنا ولكن تستطيع تعويضه بالتراجع عن شهادتك ضده..

-نورة حميدان التركي