Thursday, January 2, 2014

مشاعر مبعثرة

بينما أُقلبُ صَفَحاتُ كُتبي يُزاحِمُ الحُزنَ مشاعري بوالدي ولا يتركُ لي مَجالٌ بالتركيزِ أو المذاكرة .. تَختلِطُ أحزاني وانْهَمِكُ في بُكاءٍ عميقٍ مرير ..
فَٲُفرِغُ ما بيَ من طَاقاتٍ وأعودُ للكُتبِ والصَفَحات لكنْ ما يلبِثُ أنْ يعودَ الحزنُ يُزاحمُ مرةً أخرى.. 
كم هوَ ثقيلٌ عليّ أنْ أوازنَ بينَ فقدي لوالدي  ومستقبلي. 
حربٌ بينَ عقلي وقلبي ..
إذْ يَتجدَدُ التوترْ
 وفي أصعبِ الفتراتْ فترةُ "الإمتحانات" 
إنتظارُ القرارِ المصيري لوالدي..
... أيُ همٍ هذا وأيُ كربٍ نعيشُهُ ...
يا سادةِ الكِرام،،،
 لا تَلوموا قلبي لحَسرتهِ بفقدِ أبي وفؤادي
فإني أتجَرعُ المُرّ واستقِ العلقم..
يُؤلمُني أنّ هُنَاكَ منْ يَتحَكمُ بِتواصُليْ مَعهُ ويَسمعُ كُلُ كَلمةِ اهمِسُها لهُ يُؤلمني أنني لا أستطيعُ أنْ أبوحَ لهُ بِكلِ شيء
ليسَ لٲني مُرهَفة ُالإحساسْ ولكنّ الألمَ الذي تَجَرعتهُ كانَ مُراً ..والقهرُ الذي عِشتهُ لم يكن بِالشيءِ اليسيرِ ابداً..
محاكمُ تِلوَ محاكمْ وقراراتٍ تُؤجل، يُمَاطلونَ بإخراجهِ، ويتلذذونَ بحسرةِ قُلوبِنا وقهرِنا..
تَذوقتُ مرارةُ القَهرِ مُنذُ أنْ كُنتُ طِفلة
أُرافِقُ عائلتي للمَحاكم،رُغمَ صِغرُ سني إلا أنني أتذكرُ جَيداً كَلماتُ المدعيةِ العامة و هِيَ ترنُ في أُذُني إذْ كُنتُ أُدرِكُ  كلَ تُهمةِ تَقذِفُها بوالدي الطاهرِ الشريفِ، لم أنسى بَخترتِها ونظَراتِها الحقيرةِ تَجولُ في قاعةِ المَحكمةِ وكأنّها تَملِكُ العالمْ !

لمْ أكرهُ شَخصاً قطْ في حَياتي بينما هِيَ قد أخذتْ حًيزاً كبيراً من الكُرهِ والبُغض،أكرهُهَا منْ أعماقِ قلبي ..
قتلتْ أحلامي ودفَنت سَعادتي وشَتتْ أُسرتي ..
لَطالما تَمنيتُ أنْ يكونَ والدي بِجانبيْ في مسيرةِ حياتيْ .. يَحتضِنَني كُلَ صباح.. يَحتَفِلُ معي بِتخرُجي ويَكونُ أولَ المُهنيئنَ لي ..ويُشارِكُني في إختيارِ تَخصُصي الجامعي ..
لَحظَاتٌ كثيرةٌ أحبَبتُ أنْ يَكونَ لهُ دورٌ فيها لكنّه القدرْ الذي أبعدهُ عنّا ولِحكمةٍ قد ُتخْفى علينا وفيها خيراً كثيراً ولكننا عِبادٌ نستعجل
لِضِعفِنا وقلةُ حِيلتِنا ..
فيَا الله اجعلْ نِهايةُ هذا الحُزنُ قريبةً وابدلها بسعادةٍ تُنْسِينا آلامُنا..