Friday, November 14, 2014

إحياء ضمير ..

أتذكر رفيقك ؟ 
ذاك الذي عشت معه سويا ..
ذاك الذي كان يشاركك في أفراحك وأحزانك..
ذاك الذي يحبك بصدق ووفاء.. 
هل تذكرته؟ 
أنهُ حميدان التركي
أتذكره؟
هو الذي عندما رُميت أنت بتهمه أو ضغط أو خوف.. 
قمت بالإشارة عليه ..
سمحت لنفسك أن تمسك بيده وترميه في زنزانة .. 
زنزانة مظلمة .. مخيفة .. باردة.. 
وأدرت ظهرك سائراً لتعيش حياة هانئه .. 
وتركته يعاني في سجنه وكأنه لم يكن يوم رفيق..
لا صداقة أوقفتك ولا وفاء هز ضميرك..
فهل نسيت أن له أطفال؟  
وهل نسيت حجم تعلقهم بوالدهم..
أم انك لم تلقي لذلك بال..
تركي، لمى، نورة، أروى، ربى .. 
هؤلاء الذين كنت بالأمس تداعبهم واليوم قد جرحتهم..
سمحت لضميرك أن تنزع حبهم من بين أيديهم ..
أن تيتمهم..
أن يبكوا حرقة لفراق قرة أعينهم .. 
أتعلم حالهم اليوم ؟
لم يعدوا أطفالاً .. 
كبروا وكبر جرحهم .. 
ومن تلك المحنة غدوا كباراً ..
أتظن أنهم نسوك؟
بل ما زالت ذكرياتك مع والدهم في أذهانهم ..
وما زالوا يحاولون ويفهمون سبب خيانتك له ولهم..
فتلك القلوب المتفطرة التي رغم جرحها ورغم حزنها ما زالت تحسن بك ظن.. 
ويقولون لك: قد تكون أجرمت في حق والدنا ولكن تستطيع تعويضه بالتراجع عن شهادتك ضده..

-نورة حميدان التركي 

No comments:

Post a Comment